الفن عبادة !! كيف يكون ذلك ؟!
ذلك أن مفهوم العبادة واسع وشامل ، فكل عمل يقوم به الإنسان في هذه الحياة بشرط أن يصب في صالح البشرية ورقيها وتقدمها، وأن يدعم القيم الأخلاقية ويدعو للخير وفعله، وأن ينحاز إلى الحق ضد الباطل، وأن يعزز النظرة المتوازنة للحياة المتسمة بالوسطية والجامعة ما بين العقل والجسد والروح ، وأن يرفع من قيمة الإنسان فلا يحطّ من قدره بتسليط مقصود للأضواء على جانب الضعف الحيواني في نفسه، ولا بتحليق مرفوض في الخيال يصوره خلقاً ملائكياً أعلى روحانية ومثالية من عالم الإنسان،( وإنما يصور الإنسان كما هو.. يجمع ما بين الضرورات القاهرة والأشواق المجنحة في كيان واحد).. كل عمل من هذا القبيل يعتبر عبادة لله يؤجر عليها الإنسان المسلم، فالعبادة لا تقتصر على الأعمال والطاعات المباشرة فحسب، وإنما الأمر مرهون بنيّة الإنسان وتوجهه العام وأهدافه وغاياته، بما يتوافق مع نظرة الإسلام وتصوره للكون والحياة والإنسان.. ومن هذا المنطلق اعتبر الفن عبادة إذا كان فناً أصيلاً ملتزماً له هدف نبيل ورسالة حضارية قيمة.. بل إن الفن الأصيل في القرن الحادي والعشرين قد يعتبر من أهمّ العبادات وأكثرها أجراً، لما يحتله الفن بشكل عام من مساحة كبيرة في قلوب الناس، ولما له من أثر جليّ في ثقافتهم وإبراز هويتهم ( سلباً أو إيجابا)..وللحقيقة لقد ظلم الفن كثيراً في قرننا هذا بما ألصق به من انحراف عن جادة الطريق، فبات بذلك من أكبر أبواب معصية الله عز وجل !! والعياذ بالله.. ولذلك بات جديراً بك أنت أيها الفنان أن تعيد للفن أصالته الحقيقية في عالم الوجود .

الفنان والصلاة !!
هل جربت أن تصلي؟! هل ذقت حلاوة الإيمان؟! هل سافرت مدة صلاة ركعتين لتحلق بروحك الجميلة في العالم العلوي؟! هل حاولت أن تختصر صفحة الوجود كله في لوحة تعبّدية عنوانها الصلاة وريشتها قلبك الحي وألوانها الإيمان والخشوع والخضوع بين يدي الله، إنها لوحة واسعة كما بين الأرض والسماء، بل وتنقلك روحاً وفكراً وتعلقاً من الأرض إلى السماء (من الدنيا إلى الآخرة) ؟!.. لوحة صلوية إيمانية نورانية تبدأها بـ لفظ الجلالة ( الله ) وتنهيها بلفظ الجلالة ( الله ) تماماً كالوجود كله الذي أبدأه ( الله) وسينتهي حتماً وسيبقى ( الله ).. ما أروع أن تَفهم الحياة بهذه الروح!! ما أرقى أن تُختصر الحياة بل والوجود كله في صلاة العبد لله !! حاول أن ترسم هذه اللوحة.. ستجد أنها الأعلى قيمة وقدرا وجمالا.. عندها ستجد نفسك وستعلم غاية وجودك؟! ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
منقول